منتدى قرية موشا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حسن العشرة.

اذهب الى الأسفل

حسن العشرة. Empty حسن العشرة.

مُساهمة  المنتصر بالله الثلاثاء 9 فبراير - 11:18

- من حقوق الزوج :
جعل الله للزوج حقاً واجباً على الزوجة القيام به، وهي حقوق أعطيت للرجل بحكم القوامة، وهي طريق لاستمرار العشرة، فطاعة الزوجة لزوجها في غير معصية الله واجبة عليها، وهي مسئولة عن بيت زوجها وولده ومسئولة عنه، قال صلى الله عليه وسلم : ( والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم ..) الحديث ( ) . ولا تصوم النفل وهو حاضر إلا بإذنه، ولا تنفق من ماله من غير إذنه، ومتى ما أنفقت من غير إذنه كان له نصف الأجر، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه، وما أنفقت من كسبه من غير أمره فإن له نصف أجره له ) ( ) .
بل إن الزوجة تستأذن زوجها للخروج إلى المسجد للصلاة، وعلى الزوج أن لا يمنعها إن لم يكن في خروجها فتنة، قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المساجد فأذنوا لهن ) ( ) . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء مع الجماعة في المسجد، فقيل لها لما تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار، قالت وما يمنعه أن ينهاني؟. قال: يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) ( ) .
فائدة : امرأة عمر هذه هي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، تزوجها عبد الله بن أبي بكر، ولما توفي تزوجها عمر بن الخطاب، وكان يقول لها : والله إنك لتعلمين أني ما أحب هذا، وكانت تقول له: والله لا أنتهي حتى تنهاني . ولما توفي عمر بن الخطاب، وانقضت عدتها خطبها الزبير بن العوام- وكان رجلاً غيوراً-، واشترطت عليه أن لا يمنعها الصلاة بالمسجد، فوافق وتزوجها، فلما أرادت أن تخرج إلى العشاء، شق ذلك على الزبير، فلما رأت ذلك، قالت: ما شئت أتريد أن تمنعني؟ فلما عيل صبره، خرجت ذات ليلة إلى العشاء، فسبقها الزبير فقعد لها على الطريق من حيث لا تراه، فلما مرت جلس خلفها فضرب بيده على عجزها، فنفرت من ذلك ومضت؛ فلما كانت الليلة المقبلة، سمعت الأذان فلم تتحرك، فقال لها الزبير: ما لك ؟ هذا الأذان قد جاء؟ فقالت: فسد الناس ولم تخرج بعد .

- من حقوق الزوجة :
كما أن للزوج حقوقاً، فللزوجة حقوق، ومن حقها الإطعام، والنفقة، والكسوة، وقضاء الوطر، والإخلال بهذه الحقوق أو غيرها، إخلال بما أوجب الله على الزوج . عن معاوية القشيري قال : قلت يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال: ( أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت) أو ( اكتسبت) ( و لا تضرب الوجه، ولا تقبح، و لا تهجر إلا في البيت ) ( ) .
ونسوق قصة أبي الدرداء ثم حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص ففيهما عبرة . فعن أبي جحيفة قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة ( ) ، فقال لها ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال: كل. قال: فإني صائم. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل. فلما كان الليل، ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا. فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم, فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( صدق سلمان ) ( ) . فأبو الدرداء لم يشتغل عن زوجه بسفاسف الأمور؛ بل بعبادات لله جل وعلا، فإنه كان دائم الصيام، ويقوم من الليل أغلبه، ومن كان هذا شأنه فإنه لا بد وأن يقصر في حق أهله، فنُهي أبو الدرداء عن ذلك لأنه مجحف بحق الزوجة . ومثل أبي الدرداء، عبد الله بن عمرو بن العاص؛ فإنه كان صائماً نهاره، قائماً ليله، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، لأنه مضعف بحق الزوجة، وسبيل إلى الإملال ثم الترك . قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص : ( يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار، وتقوم الليل؟ ). قلت: بلى يا رسول الله. قال: ( فلا تفعل،صم وأفطر،وقم ونم،فإن لجسدك عليك حقا،وإن لعينك عليك حقا،وإن لزوجك عليك حقا) ( ) قلت: أين أولئك الأزواج الذين أجحفوا بحق أهليهم في النفقة، والإطعام، والكسوة، وقضاء الوطر، من غير عذر، فهذا يشح على أهله بماله ويبخل به، وهذا يهمل أهله ولا يشبع حاجتهم من قضاء الوطر إما تشاغلاً عنها بغيرها من الزوجات، أو جرياً وراء الدنيا، أو غير ذلك . فحالهم دون حال أبي الدرداء وعمرو بن العاص بمراحل، ومع ذلك جاء النهي عن التقصير في حق الزوجات ولو كان على جهة التعبد .
المنتصر بالله
المنتصر بالله
مشرف منتدى اسلاميات ومنتدى عاوزين نتغير
مشرف منتدى اسلاميات ومنتدى عاوزين نتغير

عدد المساهمات : 181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى